أولًا: الاسم النكرة
تأمل هذه الكلمات:
كتاب ، بنت ، حياة ، إنسان
هذه الأسماء تدلّ على أشياء عامّة غير محدّدة، أو على جنس بأكمله، فعندما نسمع كلمة " كتاب"، لا يخطر ببالنا كتابٌ واحد دون غيره، و عندما نسمع كلمة "إنسان" لا نتخيل إنسانًا نعرفة وإنما نتخيل جنس البشر كله.
حسنًا، ربما تتساءل الآن، هل هناك علامات خاصة بالاسم النكرة؟
نعم، الاسم النكرة لا يحتوي على ال التعريف ... (كتاب ، قلم ، رجل)...
وليس معه ضمير أيضًا...
والاسم النكرة يحتوي على التنوين (كتابٌ ، قلمٌ ، رجلٌ)
تنبيه: بعض الأسماء المعرفة تحتوي على التنوين مثل الاسم العلم (محمدٌ ، خالدٌ ، سعيدٌ)...
لنتأمل بعض الأمثلة:
جاءَ ضيفٌ إلى بيتنا.
سمعتُ صوتًا.
اشترى أبي لي هديةً.
لم نعرف تمامًا من هو الضيف الذي جاء، ولم نعرف ما هو الصوت ولا الهدية، أليس كذلك؟
لا لم نعرف، فكل هذه الأسماء التي تحتها خطّ هي أسماء نكرة.
لا بدّ أنك قد عرفت ما هو المقصود بالاسم النكرة... أما الآن هيا نتعرف على الاسم المعرفة...
ثانيًا: الاسم المعرفة
الاسم المعرّف أو المعرفة هو الاسم الذي يدلّ على شيء واحد محدد ومعروف، مثل:
محمدٌ ، سعادُ ، الكتاب ، أنا ، أنت ...
لو تأملنا في هذه الأسماء لعرفنا أنها تدلّ على شيء واحد، فمحمد هو اسمٌ لشخص معينٍ نعرفه وأنا يعني أنا ولا يوجد إلا أنا واحدة!
أكيد ستسأل نفس السؤال مرة أخرى، هل هناك علامات للاسم المعرفة؟
والجواب هو نعم، بالتأكيد!
هناك ستُّ علامات أو يمكن أن نقول أنواع للمعرفة:
أولًا: الاسم المعرّف بال التعريف:
هذه أسهل طريقة نجعل فيها النكرة معرفة!
كتابٌ - - - الكتابُ
قرأتُ كتابًا
قرأتُ الكتابَ
في الجملة الأولى "قرأتُ كتابًا" لا تعرفون أيّ كتابٍ قرأتُ بالضبط.
ولكن في الجملة الثانية، قرأت الكتاب الذي تعرفونه، ربما تحدثنا عنه في السابق...
تنبيه: لا يمكن أن نضع التنوين على الكلمة التي تحتوي على ال التعريف...
خطأٌ كبيرٌ جدًّا أن نقول "الكتابٌ" انتبهوا!
تعرفون أن التنوين من علامات النكرة، فكيف يمكن أن يكون الاسم نكرة ومعرفة في نفس الوقت! هذا غير ممكن.
ثانيًا: اسم العلم
أسماء الأشخاص والدّول والمدن هي أسماء معرفة، لأنها تدلّ تحديدًا على المسمّى...
جاءَ علي.
زرتُ تركيا.
أعيشُ في باريس.
عليّ وتركيا وباريس هي أسماء معرفة لأنها أعلام وتدلنا على أشياء محدّدة.
ملاحظة: بعض أسماء الدول تحتوي على "ال" مثل العراق والأردن والفلبين والصين، "ال" هنا هي جزءٌ من الاسم، ولا علاقة لها بالتعريف أو التنكير... يعني "العراق" معرفة و"سوريا" أيضًا معرفة... وأسماء الدّول لا تتغير، يعني لا يمكننا أن نقول "السوريا" أو "التركيا" بل هي سوريا وتركيا.
ثالثًا: الضمائر
أنا في البيت.
هو أخي.
نحن من الجزائر.
جميع الضمائر في اللغة العربية معرفة لأنها تدلّ على أشياء محددة أيضًا.
والضمائر في اللغة العربية أنواع سنذكرها لاحقًا...
ولكن المهم أنها جميعًا معرفة.
رابعًا: أسماء الإشارة
وأسماء الإشارة في اللغة العربية هي:
(هذا ، هذه ،ذلك ، تلك ، هذان ، هاتان ، ذانك ، تانك ، هؤلاء ، أولئك ، هنا ، هناك)
وكلّها معرفة...
أحبّ هذا المكان كثيرًا.
أعرف ذلك الرجل.
أسماء الإشارة معرفة لأننا بواسطتها نشيرُ إلى شيء واحد ومحدّد، فكيف نشير إلى شيء ولا يكون معرفة؟!
خامسًا: الاسم الموصول
(الذي ، التي ، اللتان، اللذان ، الذين ، اللاتي ، اللائي ، اللواتي ، ما ، من)
قرأتُ عن الذي اخترع الكهرباء.
رأيتُ التي تعمل في التلفاز.
أحترمُ من يساعد الآخرين.
الأسماء الموصولة التي تحتها خطّ في الجمل معرفة وتدلّ على أشخاص معروفين وأشياء محدّدة.
الذي اخترع الكهرباء معروف...
والتي تعمل في التلفاز أيضًا معروفة ..
سادسًا: الاسم المضاف إلى معرفة
ماذا سيحصل إذا ظهرتَ في التلفاز مع شخصية مشهورة، مثل رئيس دولة أو ممثلٍ مشهور؟ ستصبح مشهورًا أيضًا بالتأكيد!
هذا الشيء يحصل أيضًا مع الاسم النكرة التي يضاف إلى اسم معرفة.. يصبح مثله معروفًا...
لنتأمل المثال التالي معًا:
اشتريتُ سيارةً
أيَّ سيارةٍ استريت يا ترى؟
لا نعرف، لأن سيارة نكرة.
والان انظروا ماذا سيحصل!
اشتريتُ سيارةَ خالد
هذا رائع!
هل عرفتم أي سيارة اشتريت؟ طبعًا سيارة خالد!
أصبحت سيارة معرفةً في هذه الجملة لأنها أضيفت إلى معرفة (اسم علم هنا).
مثال آخر:
ضاع قلمٌ
ماذا؟ قلم من؟ أي قلم؟
ضاع قلمي
هل عرفتم أي قلم ضاع بالضبط؟ نعم عرفتم بالتأكيد! قلمي أنا..
قلم في هذم الجملة معرفة لأنها أضيفت إلى معرفة (الضمير).
تنبيه: لا نضيف "ال" التعريف على الاسم المضاف إلى معرفة...
فلا داعي للتعريف مرتين!
فمن الخطأ أن نقول:
السيارة محمد
الكتابي
والصحيح هو:
سيارةُ محمد
كتابي
ما الفرق بين النكرة والمعرفة؟
النكرة والمعرفة كلاهما يدلان على شيء معين وهذا يساعد على فهم المقصود من الكلام، وإذا لم يدل كل من النكرة والمعرفة على شيء معين لن نفهم المراد بالكلام، ولكن الفرق بين النكرة والمعرفة يكمن في أنّ النكرة تدل على معين في ذاته أي أنّ السامع يعرف عمن تتحدث لكنه لا يلاحظ التعين فعندما تقول (بنت) فأنت تعرف أنّ الاسم يشير إلى معين وأنت تعرفه وتعرف صفاته، لكنك لا تعرف أي بنت على وجه الخصوص وهذا ما يجعل كلمة (بنت) نكرة.
أما المعرفة فهو يشير إلى معين بمعنى أنه في لفظ المعرفة ما يشير إلى أنّ السامع يعرفه؛ فإذا قلت (البنت) في حديثك فأنت تعني نفس الشيء الذي يعرفه السامع بالتحديد فهي بنت بعينها يعرفها السامع والمتحدث.
هل يمكن أن نحوّل الاسم النكرة إلى معرّف أو إلى اسم معرفة؟
يتحول الآسم النكرة إلى معرفة في الحالات التالية:
دخول (ال) التعريف عليه، مثل:
طفل: الطفل.
وردة: الوردة.
تلميذ: التلميذ.
لعبة: اللعبة.
طائر: الطائر.
طفل اسم نكرة غير معين، أما الطفل اسم معرفة والسبب هو دخول (ال) للتعريف على الاسم النكرة، وهكذا في باقي الأمثلة.
أن يُضاف الاسم النكرة إلى معرفة، مثل:
طيور الجنة.
طائر البطريق.
باب البيت.
ذيل القطة.
فالأسماء (طيور - طائر - باب - ذيل) بمفردها كلها نكرات لا تدل على معين، وعُرّفت بالإضافة إلى معرفة فأصبحت محددة وتدل على معلوم.
كما يمكن تعريف اسم نكرة إذا عُيّن بالنداء، مثل:
يا عربيُّ
يا مجتهدُ.
يا منتصرُ.
كل هذه الكلمات بمفردها نكرات ولكنها اكتسبت التعريف من قصدها بالنداء.
الخلاصة:
الاسم المعرفة هو الاسم الذي يدل على شيء محدّد بعينه.
الاسم النكرة يدلّ على شيء غير محدّد ومعلوم.
من علامات الاسم النكرة "التنوين".
أنواع المعرفة ستة وهي:
الاسم المعرف بـِ "ال" التعريف.
اسم العلم
الضمائر
أسماء الإشارة
الأسماء الموصولة
الاسم المضاف إلى معرفة